1- إلَك فترة متغير
صباحات مختلفة قليلا، لا تبدو الأمور طبيعية، مواقيت استيقاظ متغيرة عن الروتين للشهور الماضية، لكن يمكنني أن أحدد بالضبط مدى إيجابيتها.
أحد الصباحات كانت تتبع الروتين الجديد، استيقاظ باكرا، قهوة وسجائر وإنترنت متقطع. الأمور تسير بلا شيئ يثير تقريبا.
خلال الأيام القليلة الماضية أعدت اكتشاف أمي. الأمور عادة روتينية بيننا، لا يوجد حديث شخصي تقريبا، نتحدث في أمور الدنيا عامة ليس أكثر ولا أقل. تبدو نظراتها وابتساماتها مختلفة الآن. أما حضنها فأنا حديث العهد به.
–
2- مادة مظلمة
تُشكل المادة المظلمة أكثر من 80% من المحتوى الكلي للكون. هي مادة لم افترضها العلماء لتفسير الجزء الأضخم من الكون. لا تؤثر على الضوء ولا تصدر موجات كهرومغناطيسية. اعتبرها العلماء هيكلا عظميا للكون، فهي تعمل على تماسك الكون، لا يمكننا رؤيتها لكننا ندرك وجودها.
ماذا لو كنت رأيتها؟ ولمست تأثيرها؟ أظنني كذلك.
–
3- نجّنا من التجربة
لا تبدو الأمور دائما منطقية. رسم العلاقات الاجتماعية وتصوراتك وتفكيرك وحيدا داخل صندوق عقلك وتجاربك الشخصية دائما ما تقود لرؤية أحادية، لا يمكنها أن تشكل تصورا عاما أو واقعيا بقدر ما تشكل رؤية تدعم مواجهة أكثر مخاوفك، في حين أنك تدعو ربك أن لا يُظهر “Game Over”
–
4- مرض وسفر
أكره المرض تماما ككرهي للسفر، ربما لارتباطهما. لم أصدق ما حدث لأمي عندما سافرت لأسابيع قليلة للخارج. استقبلتها في المطار بقلق عليها ومنها. تحدثنا وأصبحت على معرفة كاملة بما حدث. ساعتين في السيارة، أقود وهي بجانبي، ولأول مرة حدثتها في أمور شخصية، تبدو الساعتين كما لو كانتا لحظات قليلة. أبهرني ردودها وحديثها وأسئلتها. ثمة شيئ في داخلي تغيّر، ثمة أمور جيدة لم أكن أعلمها.
–
5- تجاهُل
عادة لا أتجاهل الأمور، خاصة وإن كانت ترتبط مباشرة بي أو بمكتسباتي في الحياة .
لماذا لم يخترعوا شريحة تتصل بالمخ وتمحو ساعات أو أيام لا نريدها؟ قلة الحيلة شعور سيئ، والغوص داخل نصف الحقيقة الظاهرة يُحيل إليه بسلاسة دون الحاجة لوجود عوامل خارجية تؤدي لانشطاره وإخراج أسوأ ما فيك.
هل يُجدي إبداء الندم وبوس القدم؟
–
6- سَكِينَة..أويكا
ثمة تداخل غير روتيني بين أمي وحياتي الشخصية، عرفته مؤخرا، وأستمتع به الآن. تبدو الأمور جيدة، مناسبة وملائمة لما بداخلي. تحدثني أمي “خرجت النهارده؟” مع ضحكة ربما سخرية وربما خجل، في داخلي أقول “أنا بحبك فشخ، ليه مكناش كدا من زمان؟” هي تعلم جيدا أني سعيد ومُقبل، ولحسن الحظ أنها سعيدة، ربما بي وربما برؤية أمنية تتحقق.
–