يوحي مصطلح منصة أو Platform بالبساطة. مكان محايد يقف عليه الجميع بشكل متساوٍ. كأنها مجرد أرضية مستقرة ومحايدة يبني عليها الآخرون أعمالهم أو يلتقون عبرها.
لكن وراء الكلمة جهاز أيديولوجي يخفي علاقات ملكية خاصة ومصالح طبقية.
سابقاً كانت الكلمة ترتبط بالهندسة والسياسة. المنصة مكان للعرض أو الانطلاق أو التجمّع. استخدامه في التكنولوجيا جاء ليُضفي شرعية على فكرة أن الشركات الكبرى تبني “بنى تحتية عامة” للجميع. بينما الواقع أن ما يُسمّى منصة هو سوق مغلق تُديره شركة خاصة، تحدد من يدخل ومن يُقصى، وتستخرج الربح من كل تفاعل.
مع صعود الرأسمالية الرقمية، كلمة Platform أصبحت أداة لغوية لتبييض الهيمنة، بدلاً من أن نقول “شركة تكنولوجية تحتكر فضاءً”، نقول “منصة”. الكلمة تلغي حضور رأس المال كمسيطر، وتحوّل علاقات القهر الاقتصادي والسياسي إلى فضاء يبدو وكأنه مفتوح وحر.
المنصة لا تعمل كـ”أرضية محايدة”، بل تحلل وتسجل كل حركة، وتُعيد توزيع الظهور والوصول، وتستولي على البيانات كناتج. بعذا المعنى، Platform هي ستار لغوي يخفي تحوّل الإنترنت من مشاع عالمي إلى ملكية خاصة، ومن فضاء جماعي إلى جهاز لإعادة إنتاج الهيمنة الطبقية.