#مصطلحات_ليست_بريئة (١)من هو الـ User؟

مع توسّع المنصّات في العقدين الأخيرين، شاعت تسمية الأفراد الذين يتفاعلون على المنصّات الرقمية بـ”Users” أو “مستخدمين”.

في فترات سابقة، سادت تسميات أخرى مثل “زبون” أو “عميل” في سياق تبادل نقدي يخفي علاقات الإنتاج، و”مشغّل” أو “عميل” في بدايات الحوسبة والإنترنت للدلالة على علاقة ملكية-وصول.

مع بروز الإنترنت التجاري في التسعينيات، بدأ ترسّخ مصطلح “User” كلفظ جامع يُغطي على التمايز بين العامل والزبون والمواطن. هذا الانتقال كان نتاج استراتيجيات الشركات المالكة للمنصّات لتعميم خطاب يُجرّد الأفراد من مواقعهم الاجتماعية والسياسية ويُعيد تقديمهم كوحدات تقنية محضة.

الأهم أن المصطلح يقلب العلاقة بين المنصّة والفرد. الظاهر أنني “أستخدم” فيسبوك أو يوتيوب أو تيك توك، بينما الواقع أن المنصّة تُسيّل وقتي وانتباهي وبياناتي في نماذج الإعلانات والريع الرقمي. فتحوّل نشاطي الاجتماعي إلى مدخلات تُباع للمعلنين وتُستثمر في توليد ريع خوارزمي. كما يُخفي الطابع الطبقي لهذه الأفعال ويُعيد تقديمها كما لو كانت مجرد أنشطة شخصية معزولة بلا أثر اقتصادي.

و إذا كان “User” مصطلحًا أيديولوجيًا يخدم الرأسمالية الرقمية، فما البديل؟

في بعض السياقات يصلح لفظ “مستَخدَمين” كأداة نقدية تكشف العلاقة المقلوبة حيث المنصّة هي التي تستخدم وقتنا ومعارفنا. أما في الحياة اليومية، فقد يكون استعمال “مشاركون” أو “أعضاء” أكثر تعبيرًا عن التفاعل البشري

وفي سياقات أخرى يمكن وصف الأفراد داخل المنصّات بعمال بيانات أو عمال رقميين، حين يتحوّل نشاطهم الاجتماعي والمعرفي إلى عمل يُستخرج منه قيمة. وفي سياقات محدّدة، يمكن استخدام تعبير “منتِجي بيانات” لتسمية علاقة الإنتاج الواضحة في التعهيد الجماعي أو إنتاج المحتوى.