بعد أن بدأت تهدأ عاصفة ساويرس

الآن بعد أن هدأت قليلا الحملات التى أطلقت ضد أو مع نجيب سويرس – صاحب شركة موبينيل- بعد أن نقلت بعض الصو والمواقع الإلكترونية على لسانه تصريح عن الحجاب البعض تعامل مع هذا التصريح على أنه تطاول على الدين الإسلامى والبعض الآخر تعامل معه على أنه مجرد رأى من حقه أن يعلنه.

الغريبه أن الضجه التى ثارت حول هذا الموضوع أخذت حجم أكبر من حجمها الطبيعى ، ردود الأفعال من الجانبين سواء الجانب المؤيد أو الرافض له كان مبالغ فيها، فما قالة نجيب سويرس بالنص هو “نا لست ضد الحجاب لانني سأكون عندئذ ضد الحرية الشخصية. ولكن عندما اسير في الشارع اشعر كما لو كنت في ايران..اشعر كما لو كنت غريب” إذن هو لم يتهجم على الحجاب ولكنة فقط تحدث عن الشكل العام للحجاب على أنه يشبة الطريقة الإيرانية وبعد نشر هذا التصريح على لسان ساويرس بدأت حملات مؤيده وآخرى معارضة لما قاله ساويرس

والحملة الأولى كانت معارضه لما قالة ساويرس وبدأت تدعو لمقاطعة شركة موبينيل التى يملكها ساويرس -المكاريثية الأولى-ويبدو أنها لم تحقق كامل أهدافها حيث إقتصرت الدعوه لها على بعض المواقع والمدونات التى تحسب على التيار الإسلامى ثم قام آخرونبإطلاق حمله مضاده لها تدعو الجميع للتضامن مع نجيب ساويرس و تدعو للدفاع عن حق الجميع فى حرية تعبيره وصاحب هذه الحمله هجوم مضاد على الرافضين لتصريحات ساويرس -المكاريثية الثانية- وقاموا بتصميم بنرات تقول أتهم يدعمون حرية التعبير وحق ساويرس فى التعبيير عن رأية

والحقيقه أن الناظر لما قاله ساويرس لا يجد فيه شيئا مهما يستدعى كل ماحدث فهو لم يتهجم على الحجاب لكن الغالبية تفترض فيه سوء النية وحتى إن كان هناك من يتضامن معه من منطلق حرية التعبير وفقط إلا أن المواقع يقول أن الأغلبية تفترض به سوء النية من وراء هذه التصريحات خاصه بعد إعلانه إطلاق قناتين جديتين “تقف فى وجهه التطرف الدينى” سواء المسلمين أو المسيحيين على حد تعبيه” والسوء النية هذا له أسباب

أولها :هو إعلان نجيب ساويرس دائما عن ثقافته العلمانية ، والمشكلة هنا ليست فى أنه علمانى لكن المشكلة فى إرتباط اللفظ نفسه بالحقد على الدين كما يعتقد البعض

والسبب الثانى فى إفتراض سوء النية هو ماقاله عن القناتين الجديديتن حيث قال أنه يعتزم إطلاق قناتين فضائيتين للوقف ضد المتطرفين سواء مسيحيين أو مسلمين ، والمشكلة أنه واجهه قبل ذلك موجه كبيرة من المعارضه بعد أن عرض على القناة التى يمتلكها (أو تى فى ) فيلم “الفطيرة” والذى إحتوى على مشاهد خارجه ، فإذا كان هذا حال القناة التى قال عنها قبل ذلك أنها سعت لمواجهة الجرعه العالية من البرامج الدينية والمحافظة ببرامج آخرى خفيفه وأفلام عربيه وأجنبية فماذا سيكون حال القناتين الجديتين؟ ،ناهيك عن الميالغه فى إقحام كلمة “مسلم ومسيحى ” فى كثير من الأوقات على قناته (أو تى فى ) رغم أن هذه الكلمات مثل (مسلم ومسيحى) و (هلال وصليب)ا تثبت أن ليس هناك وحده وطنية أساس كما يدعى فالشيىء الطبيعى لا يلفت الأنظار.

السبب الثالث الذى يدعو لإقتراض سوء النية فى كلام ساويرس هو بعض ما قد يقال عن تعاملاته التجارية و إعلانه عن أن المبدأ الذى يسير به” الجنية مالوش دين” وإعلانه مره آخرى أنه يذهب للمال أينما كان

أعتقد أن هذه هى الأسباب وراء الضجه الأخيره فرغم أنه إعترض شكل الحجاب الإيرانى الذى إذداد فى مصر ولم يتهجم على الحجاب كفريضه إلا أن هناك نقطة أخيره مهمه ،ماذا لو قام أحد رجال الأعمال المسلمين بالإدلاء بتصريح يقول فيه “انا لست ضد المسيحيات غير محجبات لانني سأكون عندئذ ضد الحرية الشخصية. ولكن عندما اسير في الشارع اشعر كما لو كنت في أوروبا..اشعر كما لو كنت غريبا” هل وقتها سيدافع أيضا المؤيدين لساويرس عن حرية التعبير ؟؟ أم انهم سيعتبرون ذلك دعوه للإحتقان الطائفى ؟

يبدو أن الجميع يتربص بالجميع والجميع يفترض سوء النية بالجميع ، القاعدة تقول أن الحجه بالحجه و الكلمة بالكلمة ، و إذا كان الإحتقان موجود بالفعل فلا داعى لأحد أن يذيد الوضع سوء خاصه ان أزمة الحجاب لم تظهر الآن فقط قبلها كانت معركة تطاول فاروق حسنى على المحجبات ،

هناك أشياء كثيره أهم من ساويرس وأهم من هذه المهاترات أعتقد أنه من الأفضل لنا الإلتفات لها