دعاة وكأنهم من كواكب آخرى

تحديث :

يا جماعه فيه ناس فهمة إنى بقول إن قناة المجد وقناة الناس زى الفل وإنى كاتب الموضوع علشان أقول إنهم بيعبروا عن الإسلام الحقيقى انا ما قصدتش كدا إطلاقا لكن أنا حبيت أبعدهم من الأول عن الموضوع أولا لأنى ماتبعتهمش ، ثانيا لان كل واحده فيهم واخده خط ليها بعيد عن التانية والإتنين بعيد إطلاقا عن اللى بيحصل دلوقتى فى القنوات الجديده زى قناة الناس و اللى زيها

—————-

كنت أقرأ فى أحد الكتب منذ فتره ووجدت هذه الجمله “لقمة فى بطن جائع خير من بناء جامع” قالها سيدنا عمر بن عبدالعزيز – على ما أتذكر- المهم أن هذه الجمله فتحت لى مجال للتفكير فى جدوى وجود هذا العدد الهائل من القنوات الدينية ، قبل فتره كانت إقرأ وقنوات المجد هما الموجودتان ، كل قناة من هذه القنوات تقدم خط مختلف عن الأخرى ، ظهر بعد ذلك عدة قنوات مثل الناس ،الرسالة،الرحمة،الأمه،وقنوات آخرى لا أتذكر أسمائها هذه القنوات تقدم نفس الماده الإعلامية تقريبا ، ونفس المنهج ونفس الموضوعات المتناولة وللإسف نفس الإعلانات التى تصيب المشاهد بشلل مؤقت!!
النظرة العامه لتلك القنوات التى ظهرت مؤخرا – أقصد جميع القنوات بإستثناء إقرأ والمجد – أوضحت عدة نقاط مهمه من حيث طريقة تفكير بعض الدعاه وطريقة تفكير القائمين على إدارة القناة
القائمين على هذه القنوات
منذ فتره ظهرت إعلانات على بعض هذه القنوات الدينية تطلب من المشاهدين التبرع من أموال الذكاه أو الصدقات – لاأتذكر- للقناه لان مواردها لا تسمح بإستكمال تشغيل القناة ، لا أعرف إلى أى شيىء يستندون إلى هذا الطلب ، دعوة تدل على مقدار ما وصلنا له من تراجع ، القائمين على القناة يطالبون المقتدرين على دفع أموال للقناة حتى تظل تعمل ونسوا أننا نعيش فى بلد نصف سكانه تحت خط الفقر ، نسوا أو تناسوا أن الأموال التى تصرف على كل هذه القنوات أولى بها أن تصرف فى إعمار الأرض ، نسوا أو تناسوا أن هناك من يبيع جزء من جسده -كليته- ليكمل حياته او يسدد ديونة، نسوا أو تناسوا وجود أماكن كثير فى مصر يعيش أهلها بدون أى وجود لحياه آدمية ، منطقة إستبل عنتر وحدها بها أربعين مواطن باعوا كليتهم لتسديد ديونهم ، ومع كل هذا يطلب منك القائمين على هذه القنوات بالتبرع لإستكمال عمل بالقناه ، ورغم كل هذا إلا أنه لازالت قنوات جديده تفتح وآخرى تحت الإنشاء مع أن الجميع الآن يعرف تعثر هذه النوعيه من القنوات لماذا إذن ظهور قنوات جديده من هذا النوع؟ رغم أنها لن تقدم جديد بل بالعكس -أعتقد- أن إغلاق هذه القنوات وإستغلال نقودها تنمية الموارد أو تشغيل عدد من الشباب أو حتى فى المساعدات المؤقته أفضل بكثير من الفوضى التى تحدث الآن ، لا أقول لهم لا تعبروا عن منهجكم ، لكن قناة واحده تكفى أو حتى إثنين والباقى إمنعوا به الناس من أن يبيعوا كليتهم أو زوجوا به إثنين مليون عانس فى مصر!!!
منهج الدعاة بهذه القنوات
الأصل فى خلق الإنسان هو إعمار الأرض ، والأصل فى الدعوة هو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
أريد أن أقول أن هؤلاء الدعاه أو لنقل أغلبهم متأثرين بشكل أو بآخر بشيوخ وعلماء السعودية ، والمشكلة ليست فى هذه النقطة بحد ذاتها لكن المشكلة ربما بتطبيق هذا الإسلوب وأيضا بعض الأفكار على الواقع المصرى
اولا أريد أن أقارن بين الوضع فى السعودية والوضع فى مصر

السعودية بها مستوى إقتصادى مرتفع مع إنعدام أو شبه إنعدام وجود مواطنين سعوديين تحت خط الفقر
لذلك الفتاوى هناك غالبا ما تأخذ شكل البعد بالفرد عن الفتنه بالدنيا أو الفتنه يالمال و التركيز بشكل واضح على المظهر العام للفرد لنفس السبب

أما بمصر فالمستوى الإقتصادى منخفض ووقوع نصف الشعب المصرى تحت خط الفقر وتلاشى للطبقة المتوسطة وفساد وسرقة من قبل النظام ،فهذا الوضع المفترض أنه لا يسمح بوجود دعاة يتكلمون عن فتنة الدنيا والناس لا يجدون ما ياكلونة ، يتكلمون عن اللحية والجلباب القصير ولا يتكلمون عن التزوير والسرقة يطالبون المشاهدين التبرع للقناة ولا يطالبوهم بالتبرع لشعب نصفه تحت خط الفقر أعتقد أنه شيىء عجيب وجود دعاه بهذا التفكير فى وضع كما وضعنا الآن!!

أماعن الهوية السعودية فالهوية والثقافة السائده هوية ذات إتجاه واحد فلا يوجود ثقافات مختلفة ولا يوجد فجوات وإختلافات كبيرة على المسلمات بالنسبة للحياه الإجتماعيه والسياسية ربما هناك إختلاف طفيف من مكان لآخر لكن نفس المسلمات موجوده فى المملكة كاملة ، لذلك نجد أن التحدث عن ثقافات كثقافة التعايش بين المختلفين فكريا أو دينيا أو حتى تحسين النظرة بالنسبة للآخر غير منتشر إن لم يكن معدوما

أما الهوية المصرية فهى خليط من عدة ثقافات وحضارات ترتفع واحده عن الىخر فى كل حقبة لكن تظل هناك هوية مصرية يدخل فيها الدين بشكل أساسى سواء الإسلام او المسيحيه كما يوجد عدد آخر من الأقليات كالبهائيين واليهود ، ويوجد حراك سياسى مختلف فى الأفكار وطريقة العمل والمرجعيه كما أن هناك فجوة كبيرة بين الثقافات الموجوده فى مصر وذلك لوجود مجتماعات مختلفه لكل مجتمع منها عادات تميزة كالنوبة وبدو سيناء
فى ظل هذا الوضع لا نرى من هؤلاء الدعاه من يدعوا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين ولا نجد من يدعو و ينادى يزرع قيمة العدل والمساوة وتقتصر أحاديثهم عن الجلباب واللحيه وبعض الأمور الدينية ولا تقرب من أن خير الجهاد كلمة حق فى وجه سلطان جائر أو من أن الأمر بالعروف والنهى عن المنكر يشمل الحاكم ولا أن الحياة التى تعيشها البلد الآن توجب على المسلمين الوقوف بشده أمام ظواهر كالسرقة والنهب والتذوير والفساد والظلم من إتجاه السلطة أوكالخلافات التى تظهر بين المسلمين والمسيحيين
لماذا لم نسمع داعية يتحدث عن الظلم الواقع على ضحايا الشرطة من تعذيب وهتك أعراض ؟؟؟ لماذا يتحدثون عن تصرفات العامة فقط؟؟

إذن الفرق بين الحياه ونظامها فى مصر والحياه ونظامها فى السعودية مختلف تماما مما يجعلنى أقول أن إنتهاج بعض الدعاه المصريين لنفس الطريقة والإسلوب والتركيز على نفس القضايا مع إهمال أو تناسى القضايا الآخرى ضرب من العبث
لا أعرف كيف بعد الدعاه بهذه الطريقة الفجه عن التحدث فى المسائل المصيرية كهذه
كان سيدنا أبو ذر الغفارى عندما يمر على قصور الأمراء يقرأ :”بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة ”
و عندما أراد قطز أن يستصدر فتوة من الشيخ العز بن عبد السلام لكى يأخذ مال من عامة الشعب لتجهيز جيش لمحاربة التتار أخبرة الشيخ العز بن عبدالسلام انه لن يعطية الفتوى هذه إلا إذا أخذ كل أموال المماليك بعدها يفتى بأخذ مال من الفقراء لتجهيز الجيش
الحقيقه ان كثير من الدعاه الآن لم يلتفتوا لقضايا أساسية وإهتموا بالفروع حتى ظهروا كأنهم لا يعيشون معنى أو تجاهلوها عن عمد
حتى الأفراد أصبحوا يهتموا بالسؤال عن اللحية فرد أم سنة والسواك سنة أم يستخدم فرشة الأسنان