كنت أجلس مع صديقى الأربعاء الماضى ليلا عندما وصلتة رسالة تفيد بوقع أحداث عنف لمسيحيين أثناء خروجهم من كنيسة بعد أداء صلاة ، حاولنا نعرف معلومات أكثر إلى عرفنا بالتقريب عدد الإصابات و القتلى
أكره الدم ولم استطع إستكمال أحد الفيديوهات الخاصة بالحادثة ، أعرف جيدا أن أى كلام سيقال الآن عن فتنة وعن أسبابها ليس لها أى علاقة بالدين وأحاول جاهدا ومنذ سنوات أن أقوم بتأصيل هذه الفكرة عبر مدونتى ، لذلك أرى أنة لا قيمة للحديث عن أى شيىء ، لا قيمة لأن أتحدث عن قناعتى بأن الدين يحض على المعاملة الحسنة فالمجميع قرأ وسيقرأ فى خلال الأيام القادمة مقالات كثيرة تتحدث عن هذا
منذ عدة سنوات كنت أشعر بمشاعر سلبية كبيرة إتجاه غير المسلمين خاصة البهائيين والملحدين ، عندما أرى احدهم كنت ازيح بوجهى عنه ، كنت أشعر بالإستياء من مجرد رؤيتهم ، لم أتعاطف يوما مع أحدهم إذا تعرض لأى إضطهاد ، وحتى لو كنتدافعت فى يوم عن أحدهم فالمبرر الوحيد لذلك كان دفاعا عن الدين وإتهامه بالعنف فقط لا غير
منذ قرابة السنة بدأت علاقتى ونظرتى لغير المسلمين تتحول قليلا ، ثم أصبحت القناعات الدينية للأشخاص لا تمثل لى الكثير بعد أن أصبح أحدهم من أكثر أصدقائى قربا ، لم اشعر أنه مختلف يوما ، أجلس معه أكثر أيام الإسبوع ، يمتلك مشاعر إيجابية إتجاه البشر ، وظنى صميم لا يحاول إبعادى عن دينى ويحاول فقط إقناعى ببعض المبادىء التى لم أقتنع بها والتى ربما ينادى بها إسلاميين فى اقطار أخرى غير مصر
ومن حكاياته عن الاقليات الدينية فى مصر والمسيحيين عرفت جيدا معنى الإنسانية ، والحقيقة أن صديقى أثر فى تماما مثلما أثر فى محمد سليم العوا و مارتن لوثر كينج و جمال البنا ، هل تجدنى متقلب ومتناقض ؟؟ ربما لكنى أجد نفسى الآن أشعر بحميمية مع نفسى وأفكارى أكثر من أى وقت مضى
هل تجد أن كل هذا ليس له أى علاقة بأحداث الفتنه؟؟؟ الحقيقة أنها لب الموضوع ، لم أكن أصل إلى قناعتى بالمواطنة إﻷا اذا عايشت المختلفين ، المواطنة ليست مجرد قوانين توضع ، القوانين – رغم أهميتها- أبدا لا تضع حدا للعنف ، الثقافة الشعبية المؤيدة للمواطنة هى التى تضع حدا للعنف
جربوا أن تعرفوا المختلفين ، حاولوا أن تعرفوا شركائكم فى الوطن وشركائكم فى الإستبداد وشركائهم فى الحياه الكريهه التى نعيشها ، وحاوولوا أن تكونوا بشرا وأنتم تعرفوهم ، لا تنصبوا نفسكم آلهه عليهم ، ولا تنشئوا كهنوتا بين الناس وربهم ، الإختلاف سنة الحياه ، إرادة الله أن يكون الإختلاف موجود ، ليل ونهار رجل وإمرأة ، بحر ويابسة ، مسلم وغير مسلم
الحقيقة أنى الآن لا أعرف ماذا اقول بخصوص الفتنه ، أحمل كل من يدعى أنه يفهم فى الدين ولم يحاول نشر ثقافة تهدم العنف ، و كل من يتحدث ليل نهار عن التطبيع مع اسرائيل ولم يحاول أن ينظر للتطبيع بين المصريين جزء من مسؤلية ما حدث
يوما بعد يوم تذداد قناعتى بأن المواطنة ليست قوانين وليست كلام فى الإعلام ولا أى شيىء من هذا هى ثقافة ، يتحتم على الجميع زرعها فى نفوس المصريين ، بداية من المدعوين بالنخبة المثقفة إلى الإعلام إلى الآباء والأمهات إلى كل شخص يمكن أن يوصل صوتة لآخر
سؤالأخير يحيرنى ولا أجد لة إجابة، كيف يظن من قاموا بالإعتداء أن هذا العمل مفيد للإسلام؟؟؟ ما هى الفائدة التى تعود على المسلمين والإسلام بهذا الحدث؟ وبماذا سيردون على الإدعائات التى تطال الإسلام ليل نهار عن أنه يدعو للعنف؟؟ أقسم أن هذه الأفعال أضرارها أكثر بكثير من فيلم فتنه والرسوم المسيئة للرسول (ص) وحملات التنصير و سب الإسلام فى الفضائيات ، أنتم تسيئون للإسلام أكثر من أعدئة ، أنتم من يعطى الماده الدسمة للمسيئين
العنف يولد عنف ، هكذا عرفنا وتأكدنا بعد ما حدث يوم الأربعاء، الآن يوجد أنباء عن إصابة مسلمين بعد هجم مسيحى عليهم ، فى رقبة من دم هؤلاء المسيحيين والمسلمين ؟؟؟ اللهم إرفع عنا تلك الغمة