لو كابل واحد اتقطع في مصر… الإنترنت يتأثر في 3 قارات!

من ساعة ما سنترال رمسيس ولّع والناس بقت تتكلم كتير عن إنه Single Point of Failure، أو “نقطة فشل واحدة”، يعني ببساطة إن في نقطة واحدة في النظام كله لو حصل فيها أي عطل أو مشكلة، كل حاجة حواليها أو معتمدة عليها بتقع أو بتتأثر.

الحقيقة إن مصر في تركيبة الإنترنت العالمي تعتبر “نقطة فشل واحدة” ممكن تهدّد استقرار الاتصال الرقمي بين قارات العالم.

في تقرير مهم نشرته WIRED في ٢٠٢٢ بعنوان “أخطر نقطة على الإنترنت”، الرابط في التعليقات، الباحثين حذروا إن المسار اللي بتمر فيه كابلات الإنترنت من البحر الأحمر، وبعد كده جوا الأراضي المصرية لحد البحر المتوسط، بقى عنق زجاجة خطير في قلب بنية الإنترنت العالمية.

لإن أكتر من ١٧٪ من حركة الإنترنت في العالم بتعدي من المسار الضيّق ده. كابلات تحت البحر، بتتبادل البيانات بين افريقيا و آسيا وأوروبا، بتمر بخليج السويس وصحراء مصر، وبعدها بتطلع للبحر المتوسط.

وبما إن مصر هي المعبر البري الإجباري للكابلات دي، ففي البُنى التحتية بيُطلق على الوضع ده “Single Point of Failure”، يعني نقطة لو حصل فيها عطل، حتى لو بسيط، ممكن السيستم كله يتأثر.

بس ليه مصر بالتحديد أنسب دولة يمر فيها الكابلات؟ السبب بسيط ومعقد في نفس الوقت. والإجابة المختصرة هي: الجغرافيا.

المسار اللي بيعدي من مصر هو الأقصر بين آسيا وأوروبا، وكمان أكتر أمانًا نسبيًا تحت البحر مقارنة بالمسارات اللي بتمر من بلاد فيها مشاكل زي سوريا أو العراق أو أفغانستان.

بس الميزة الجغرافية دي قلبت لمشكلة لما مصر بقت تقريبًا الممر الوحيد اللي شركات الإنترنت الكبيرة في العالم معتمدة عليه. لإن المسار البري جوا مصر خاضع لاحتكار شركة واحدة، “المصرية للاتصالات”، واللي بتفرض رسوم عالية وبتتحكم في شروط مرور الكابلات، وده حسب ما قال تقرير WIRED من مصادر في المجال.

وبرغم إن الحكومة بتحاول – حسب التقرير – تبني مسارات بديلة على طول قناة السويس، وتقوي نقاط الإنزال بتاعة الكابلات في أماكن زي رأس غارب، بس لسه المشكلة أعمق من توزيع هندسي بسيط. إحنا قدام وضع بيخلّي مصر شبه “زرار الباور” بتاع الإنترنت ما بين آسيا وأوروبا، ويبدو إن شركات الاتصالات الدولية قلقانة من الاستراتيجيات اللي بتتعامل بيها مصر في موضوع مرور الكابلات.

وده اللي خلى شركات كبيرة زي Google تدور على حلول تانية. مشروعها “Blue-Raman” هدفه يتفادى مصر خالص، بكابل جديد بيمر من إسرائيل بدل الأراضي المصرية، وبيتوصّل بالسعودية ومن هناك للهند. الكابل ده متقسم لجزئين عشان يبعد عن المشاكل السياسية، وطبقًا للتقرير ده في حد ذاته علامة واضحة إن الثقة الدولية في استقرار المسار المصري بدأت تهتز.

وفي كمان مشاريع تانية زي SAEx بتحاول تربط أفريقيا بآسيا وأمريكا من غير ما تعدي لا بمصر ولا بأوروبا، لمجرد إنها تقلل الاعتماد على النقطة الحرجة دي.

مع إن الإنترنت مصمَّم إنه يكون مرن ويقدر يغيّر طريق البيانات لو حصلت مشكلة، بس ده ما يمنعش إن الخطر موجود. لما كل الكابلات تبقى متجمعة في حتة واحدة، فحادث بسيط — زي حريقة مثلًا، أو تخريب متعمد، أو حتى غلطة في الحفر — ممكن يسبب سلسلة أعطال تأثر على خدمات البريد، والمكالمات، والسيرفرات، والتجارة الإلكترونية والمعاملات البنكية، في قارات كاملة.