أي حملة أو خطاب يكتفي بطلب “تحسين السلوك” أو “إيقاف خدمة” لشركة تكنولوجيا كبرى بيصرف النظر عن أصل المشكلة، لإن الشركات دي شركاء مباشرين في القمع والاحتلال والإبادة.
قرار مايكروسوفت بإنهاء وصول وحدات عسكرية في جيش الكيان لتقنياتها في الذكاء الاصطناعي وخدمات البيانات بيكشف قد إيه التصورات السايدة عن علاقتنا بشركات التكنولوجيا الكبيرة هشة، وبيفضح إزاي تم اختزال المواجهة مع القوة الرقمية في مناشدات إصلاحية بتتعامل مع الشركات دي كإنها مجرّد مزوّد خدمات ممكن نضغط عليه عشان يغيّر مساره.
الحقيقة إن مايكروسوفت، زي غيرها من عمالقة التكنولوجيا، شريك أصيل في صناعة البنية التحتية للقمع والإبادة، وده مش خطأ أخلاقي عارض، لكن جزء أصيل من منطق التراكم في الرأسمالية في طورها الرقمي.ضرر الشركات دي مش سهل يتشاف لأنه هادي ومش صاخب؛ مش بيبان في شكل قنابل أو دبابات، لكن في شكل خوارزميات ونماذج ذكاء اصطناعي وسحابة بتمكّن التجسس وإدارة الحرب عن بُعد، وبتخلي الاحتلال والإبادة أقل كلفة وأكثر كفاءة.
ومن هنا بيبان الوهم في الاكتفاء بالضغط الأخلاقي والفعل الإصلاحي. طول ما خطابنا محصور في طلبات “تحسين السلوك” أو “إيقاف صفقة”، إحنا بندّي للنظام فرصة كل مرة إنه يعيد التموضع ويلاقي طريق جديد. وبالتالي، كل الحلول مش ممكنه من غير تفكيك العلاقة بين رأس المال التكنولوجي والمشروع الاستعماري. وأي حملة أو خطاب لازم يكون واضح إنه مش بيطلب من الشركات توقف خدمة هنا أو هناك، لكن بيواجهها بصفتها شريك مباشر في القمع والاحتلال والإبادة.