مشاهد مرت بى خلال الأسبوع الماضى لا تزال عالقه بذهنى ، كلمات تصدر من أشخاص يظل رنينها فى أذنى، لكن هذه المره لازلت تتكرر فى أذنى.
يسألنى أبى ” شوفت محاكمة محمد العطار؟؟” أرد عليه “لا بس قريتها فى الأخبار” يكمل أبى “ أومال إيه حكاية عبدالكريم ؟؟!!” اصدم من ذلك السؤال أعرف أنه لا يعرف شيئا عن المدونين ولا ماهية التدوين ربما سمع الكلمة منى فقلت قبل ذلك ” أصل أنا سمعتهم بيتكلموا عنه فى العاشره مساء من فتره وكانوا بيشتموا فى الأزهر بصوره وحشة ” أحاول أن أوضح له من هو عبدالكريم وما سبب ظهوره فى هذا الوقت ، لم يقتنع بكلامى أو ربما إستصغرنى فلم يقتنع برأيى ” مش انت مدون برده يا محمد؟” أرد ” أه ” يرد أبى ضاحكا ” أوعى تكون زى عبد الكريم” تذكرت حينها مدى ذكاء ذلك النظام فى التعامل مع قضية المدونين عندما إستخدم عبدالكريم كثور أبيض للتخلص من المدونين ، لم يكن أبى يمزح عندما قال لى “إوعى تكون زى عبدالكريم ” إنها الحقيقه ، خائف أن أصبح فى يوم كعبد الكريم ، خائف أن أصبح مرتد عن دينى ، قناعه ربما تكونت عن كثيرا من الناس أن المدونين معادون للأديان.
اخرج من (الجيم) أنا وصديقى فى طريقنا للرجوع للمنزل ، على جانب الطريق تجلس سيده عجوز جدا ، رأيناها ونحن ذاهبون والأن ونراها الأن أثناء رجوعنا لم يتغير وضعها كانها صوره وليست كائن بشرى ، عندما رأينها أثناء ذهابنا لم نعلق لكنى لاحظت تلك النظرة التى نظرها صديقى لتلك السيده ، نظره تجمع بين الشفقه وحمدلله على ماهو به ، لم أعلق ولم يعلق هو ، والآن ونحن عائدون ونراها للمره الثانيه ربما لم يستطع أن يتمالك نفسه من المنظر نظر لى أثناء سيرنا ”
هى الست دى ممكن تدخل النار؟؟” لم أجد إجابه لكنى قلت له ” الله أعلم ” أكمل وكأنه سأل ولا يتنظر إجابتى ”
بعد العذاب والذل والعيشه الزفت اللى هى عيشاها هتدخل الجنه ” تذكرت لحظتها مقولة عادل إمام فى مسريحة الزعيم ”
الشعب لابد أن يكون فقيرا ، الفقراء يدخلوا الجنه ” لم يستغرق الموقف أكثر دقيقه ربما أقل بعدها أخذنا نضحك على أشياء أخرى ونسينا تلك العجوز لم يعد الأمر شيىء غريب ، فالمقيمون بالشاورع أصبحوا حزءا منها لا يتركون الشارع ،
لكن لاتزال ملامح وجه تلك السيده عالقا بذهنى ، لاأعرف لماذا ربما لم أجد وجها بائسا معبرا عن تلك المعاناه التى تعيشها ربما منذ ولدت مثل وجهها .