100 سبب لرفض براءات الإختراع.. ودا واحد منهم (1)

في عزّ فوضى كورونا في مارس 2020، في مستشفى صغير في بلدة كياري في شمال إيطاليا.

الأطباء هناك كانوا عايشين كابوس. كانت أجهزة التنفس موجودة، بس في قطعة بلاستيك صغيرة ناقصة، من غيرها الجهاز كله ما يشتغلش.

القطعة دي صمام بلاستيكي بيتحط بين قناع الأكسجين والجهاز. حاجة بسيطة جدا، بس من غيرها المريض ما يقدرش يتوصّل بالجهاز أصلا. ومع انفجار أعداد المصابين، المخزون خلص، والمورّد الأصلي مش قادر يلحّق يبعَت كميات جديدة بالسرعة اللي بيتم بها استهلاك القطعة دي.

إدارة المستشفى تواصلت مع الشركة اللي بتصنّع الصمام. وطلبوا إمّا يبعتوا كميات بسرعة، أو يشاركوا التصميم الهندسي للصمام عشان حد محلّي يقدر يصنّعه مؤقتًا.

ردّ الشركة كان إن ملفات التصميم دي ملكية خاصة، ما نقدرش نشاركها، لأن دا بيخالف قواعد الملكية والتصنيع الخاصة بالشركة وبسوق الأجهزة الطبية.

هنا قرر فريق صغير من المهندسين المحليين إنهم يلاقوا حل، فجابوا واحد من الصمامات الأصلية، قاسوه بدقة، عملوا له هندسة عكسية، وصمّموا نموذج بديل يصلح للطباعة ثلاثية الأبعاد. وفي ورشة صغيرة، على طابعة 3D، بدأوا يجرّبوا نماذج لحد ما وصلوا لصمام يشتغل فعلا.

تم طباعة أول دفعة، واتنقلت للمستشفى، الأطباء جرّبوها على أجهزة حقيقية، والصمامات اشتغلت. في أيام قليلة، اتطبعت عشرات الصمامات، وأجهزة كان ممكن تتوقف رجّعت تشتغل.

المثير إن بدل ما الشركة تشكر المهندسين إنهم أنقذوا الموقف، انتشرت في البداية أخبار بتقول إن الشركة ممكن تلاحقهم قانونيًا بحجة انتهاك حقوق الملكية وبراءات الاختراع. بعدين الشركة نفت إنها هددتهم فعليًا. لكن ليه أصلا يبقى فيه احتمال – حتى لو نظري – إن حد يتعاقب عشان أنقذبشر، لمجرد إنه كرّر تصميم صمام بلاستيك في وسط وباء عالمي؟

ليه يبقى “الطبيعي” إن تصميم قطعة بسيطة ومهمة زي تبقى سر تجاري، في حين إن أجهزة التنفس واقفة، والأطباء مضغوطين، والمرضى على أجهزة الأكسجين مستنيين قطعة بلاستيك تطلع من المخزن أو من المصنع؟