لا داعي للقلق

image

في منتصف 2005  التحقت بحركة شباب من اجل التغيير،  حركة جمعت العديد من شباب التيارات السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار،  انطلقت مظاهرات الحركة منذ منتصف 2005  بعدد قليل على سلم نقابة الصحفيين،  ونقابة المحاميين وأحيانا في طلعت حرب وبجوار مقار بعض الأحزاب السياسية.
أكاد أجزم أن لا أحد من الموجودين بمظاهرات تلك الفترة خطر بباله ماحدث في 25 يناير.
لا داعي للقلق
في مارس 2008 دعا مجموعة من النشطاء لاضراب عام – اضراب 6 ابريل – عن العمل في كل محافظات مصر،  استجابت بعض الفئات،  كان واضحا مثلا استجابة العديد من طلاب الجامعات للدعوة، بخلاف ما حدث في مدينة المحلة من مظاهرات وكر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين لعدة أيام.
لا داعي للقلق.
أجلس مع بعض الأصدقاء ليلة 25يناير 2011،  يبدو الوضع طبيعي، يمزح مولانا أحمد سيف الإسلام حمد “الثورة بكرا روحوا ناموا بقى”  لا أظنه توقعها رغم أنه قضى عمره يسعى إليها، بعد 25 يناير قضيت عدة ليالي وسط مجموعة ثوار قرروا قضاء لياليهم في هشام مبارك،  إما لتقديم دعم للثوار أو تشبيك بين محاميين ومعتقلين وحتى توثيق الأحداث وتأمين إعاشة،  أو لمجرد أن يبقوا بالقرب من الميدان.  بعد الخطاب الأول لمبارك سألته “ايه رأيك يا سيف،  الناس هتمشي ولا هتفضل؟”  قال لي”والله ما عارف يا طاهر،  أنا مش قادر أتوقع،  بس الشارع سابقنا”.
خلال الثلاث سنوات اللاحقة علي الثورة تم اعتقال أبناء سيف جميعا. وسط  مرضه ظل سيف يسبح ضد تيار السلطة المستبدة مع تغيير وجوهها.  سيف مات وابنه وبنته في السجن،  و مني اتولدت وهو في السجن.
لا داعي للقلق.
لا أرى شيئا غريبا في ردود فعل الاخوان بعد اجبار مرسي علي ترك منصبه،  طبيعي أن يحدث اختلال لقوم كانوا بالأمس في السجون واليوم في قصر الرئاسة،  وغدا في السجون مرة.  وقتهم كنت أرى الطريق لإيران،الآن  أرى الطريق للقذافي.
لا دعي للقلق.
يبدو أن القذافي فكرة، والفكرة لا تموت،  خرجت روحه من جسده وانتقلت بسلاسة في مشهد مهيب يجسد تناسخ الأرواح في أوضح صورة ودخلت في جسد آخر شاءت الأقدار أن يكون رئيس لشعب أبدع في السخرية من القذافي نفسه.
حضرتك يارب بتعمل فينا ليه كدا؟
لا داعي للقلق.
الْمِيزَانُ بِيَدَيِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا ، وَيُخْفِضُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ