-2005-
في مطلع 2005 كنت قد بدأت اكتب في مدونة تتناول موضوعات في التقنية، كتبت بها عدة مقالات حول إنشاء مواقع إنترنت بسيطة للمبتدئين، أغلقتها بعد أشهر قليلة حيث انشغلت بمدونة أخرى، بالإضافة لبعض الأنشطة التطوعية في حزب الغد، ثم حركة شباب من أجل التغيير وحركة كفاية، خاصة وأن حركة كفاية كان لها منتدى (مندرة كفاية) بالإضافة لعدة مجموعات بريدية لحركات شبابية.
في أحد المظاهرات– ربما في صيف 2005- وقع في يدي منشور يُوزع في المظاهرة، به عدد من المدونات المصرية، لا أتذكر كل المدونات التي كانت بها، لكني أتذكر أني عرفت مدونة دلو منال وعلاء من خلالها.
دلو منال وعلاء، لم تكن فقط مدونة شخصية للزوجين، لكنها احتوت “مجمع المدونات المصرية” حيث عمل المجمع على مدار عدة سنوات كبوتقة تجمع ما يكتبه المدونين المصريين، وقتها كانت المدونات قليلة جدا،أظنها لم تتعدى 100 مدونة حتى النصف الثاني من سنة 2005.في نفس الفترة صداقة بيني وبين العديد من المدونين، عمر ووائل ومحمود ومحمد عادل وغيرهم.
بالإضافة لمجمع المدونات المصرية، قام علاء ومنال بتقديم دعم تقني لبعض المدونين، من ذلك استضافة بعض المدونات المصرية على خادومهم. في هذه الفترة كان هناك بعض الصعوبات التقنية التي تواجه المدونين المصريين خاصة ممن ليس لديهم خبرات تقنية كافية لتطويع المدونات لتقبل اللغة العربية بشكل صحيح (النصوص من اليمين إلى اليسار) أظن أن ما قام به علاء وقتها كان جيدا، حيث كانت المدونات التي استضافها تدعم اللغة العربية وشكلها مقبول ومُنسق بنسبة كبيرة. كما أنه اعتمد على دروبال مفتوح المصدر كمنصة للتدوين، وبالأساس علاء من داعمي البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة منذ سنوات.
علاء كان بيضّرب بردو في المظاهرات وقتها، اقرأ (ملناش غير الانتصارات الصغيرة (الأرض لو عطشانة… بالعربى)
-2006-
استقريت تماما في القاهرة في بداية سنة 2006. تعرفت على مجموعات كثيرة من الشباب المنخرط في حركات التغيير والأحزاب السياسية وقتها. هذه الفترة أثرت جدا في حياتي، اكتسبت خلالها صداقات وخبرات في مجال التقنية وانخرط وسط مجموعات شبابية متعددة.
في 2002 تقريبا، نشرت مجلة الشباب في أحد أعدادها، مقالة مطولة عن لينكس، وأرفقت بعدد المجلة اسطوانه بها نسخة من أحد التوزيعات، أظنها كانت ماندريفا، حاولت تثبيتها على حاسوبي الشخصي، إلا أني لم أستطيع تعريف، بطاقة الفاكس المسؤولة عن الاتصال بالإنترنت، مما جعلني أتراجع وأحاول إعادة تثبيت ميكروسوفت ويندوز، لم أستطع للأسف أن أعيد تثبيت ميكروسوفت ويندوز، ظننت أن القرص الصلب قد انتهى أجله وعليه قمت بالتخلص منه، واشتريت آخر جديد. بالصدفة في 2006 عرفت أن القرص لم يكن به شيئ،فقط لينكس يستخدم نظام ملفات مختلف عن ويندوز.
عرفت لينكس مرة أخرى من أحد تدوينات علاء، لكني لم أحاول أن أجربة، ما حدث سابقا لا يُنسى بسهولة. حضرت بعدها تدريب لتثبيت لينكس في مسرح روابط. أذكر جيدا أنه تم تقسيمنا لمجموعات كان حظي أن كنت في مجموعة مدربها هو محمد سمير، لم أراه قبل هذا اللقاء ولا بعده، فقد أتذكر أن انطباعي عنه كان “فولاب، الشخص المتماهي مع الأكواد“.
علاء كان أحد المنظمين لهذه الفاعلية، مع غيره من المدونين، أذكر أيضا مالك مصطفى.
.في مارس 2006 نظمت مجموعة 30 فبراير اعتصاما في ميدان التحرير “ليلة في حب مصر“ وقضي عشرات ليلة كاملة في ميدان التحرير، علاء ومنال تواجدا هناك.بالمناسبة، في هذه الليلة كتب علاء تدوينة من خلال هاتفة المحمول ونُشرت مباشرة على مدونته. أتذكر أني لم أصدق نفسي عندما قرأت أنها من الهاتف!
اقرأ:live blogging from the sit in التدوين على الهواء مباشرة من الاعتصام
في نفس العام تم إلقاء القبض على العديد من المدونين على أثر اعتصامهم تضامنا مع حركة القضاة المطالبون باستقلاليته،كان من بينهم علاء عبدالفتاح ومالك مصطفى ومحمد الشرقاوي ومحمد عادل، وغيرهم بالإضافة للعديد من النشطاء، أحمد ماهر وخالد عبدالحميد وغيرهما.
اقرأ تدوينة أحمد غربية: بعد سِتِّ سنواتٍ
إقرأ تدوينة علاء من داخل السجن: تالت خمستاشر – علاء يكتب بعد مرور شهر على حبسه
بعد هذا الاعتصام بوقت قصير، بثت قناة الجزيرة فيلم وثائقي عن المدونين المصريين “المدونون” هذا الفيلم ساهم كثيرا في انتشار التدوين في مصر. أذكر أن محمد حسنين هيكل ظهر في الفيلم، وذكر أنه متابع لمدونة “بهية“. وظهر العديد من المدونين في هذا الفيلم، أذكر منهم علاء ووائل وعمرو عزت.
في نفس العام عملت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان مع مجموعة من المدونين المصريين على إخراج منصة عربية حرة للتدوين (مدونات كاتب)تعتمد على برمجيات حرة مفتوحة المصدر. أظن أن الموقع أُُطلق في وقت مبكر من سنة 2007. علاء كان أحد مطوري (مدونات كاتب) أظنه كان أول موقع عربي يقدم خدمة التدوين. علاء أيضا كان يعمل في هذه الفترة كمنسق لتقنية المعلومات والاتصالات بكوسبي، مؤسسة تنموية إيطالية تعمل في مصر.
في آخر يوم سنة 2006، علاء ومنال نقلوا مجمع المدونات المصرية لموقع جديد منفصل عن مدونتهما، وكتب علاء تدوينة بعنوان “عزلنا المجمع” المجمع كان مهم للمدونين، لم يكن هناك طريقة أخرى لمتابعة المدونات المصرية إلا من خلاله.
في نوفمبر 2006 نقلت من مدونات بلوجر إلى ووردبرس، حاولت أن أستخدم دروبال، لكني فشلت في نقل التدوينات القديمة من بلوجر إلى دروبال، وعليه استخدمت ووردبرس. استخدمت المدونة الجديدة لفترة طويلة، إلى أن تم اعتقال محمد عادل وضاع كل كتبته على المدونة خلال فترة تقترب من 9 سنوات. حيث أنه كان يستضيف المدونتي على خادومه. ثم انتقلت للمدونة الحالية.
-2007-
في شهر 3 سنة 2007، تم إلقاء القبض على مجموعة من المتظاهرين، من بينهم محمد عادل ومالك مصطفى وخالد عبدالحميد، وكنت من ضمن قُبض عليهم. خرجت مجموعة ممن قُبض عليهم في نفس اليوم لليلا، كنت واحد منهم.علاء كان أحد المنتظرين خارج قسم شرطة الظاهر، على أمل الإفراج عن المعتقلين. هذا التصرف كان يحدث دائما، علاء وغيره الكثير من النشطاء كانوا يتابعون المعتقلين أو من تم احتجازهم. وقتها لم اكن قد أتممت العشرون سنة.
اقرأ ما كتبته بعنوان“موقف لا يتذكره علاء“
في نهاية هذه السنة تم اعتقال الناشط السيناوي مسعد أبو فجر، ما دعا علاء وغيره من المدونين بتدشين حملة إلكترونية دفاعا عنه، استمرت هذه الحملة فترة طويلة جدا، وساهمت كثيرا في طرح قضية مسعد في الإعلام. علاء وغيره من المدونين ظلوا متابعين لتطورات القضية وداعمين لها.
في نفس العام أيضا، أُعتقل المدون عبدالمنعم محمود، والمدون عمر الشرقاوي، وكريم عامر، وكالعادة تابع المدونون ومنهم علاء القضية ونشروا عنها وعن تطوراتها في مدوناتهم.
في نفس العام أيضا تم التحقيق مع أحمد سيف الإسلام، والد علاء عبدالفتاح، وجمال عيد وعمرو غربية ومنال وعلاء في قضية على خلفية قضية ملفقة من القاضي عبدالفتاح مراد بعدما فضحوا اعتدائه على حقوق الملكية للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في كتابه “الأصول العلمية و القانونية للمدونات على شبكة الإنترنت“
اقرأ تدوينة منال: التحقيق مع أحمد سيف الاسلام و عمرو غربية و جمال عيد و التهمة ابتزاز
بنهاية سنة 2007، بدأت أعتمد على جنو/لينكس كنظام تشغيل أساسي على حاسوبي، منذ هذا الوقت ولم استخدم ميكروسوفت ويندوز إطلاقا سوى مرتين فقط. دي من أحسن الحاجات اللي حصلت في حياتي.
-2008-
إضراب 6أبريل، أهم ما حدث في سنة 2008، مجموعات من النشطاء والقيادات العمالية قاموا بالدعوة لها، استجاب عدد كبير من المواطنين للدعوة. وتم اعتقال العديد من النشطاء. بعضهم تم اعتقاله أثناء جلوسه على مقهى بوسط المدينة.بداية ظهور فيسبوك كعنصر في معادلة الحراك كانت الدعوة ليوم 6 أبريل عبره، عدد كبير من الشباب استجاب للدعوة عبر فيسبوك.
إضراب 6 أبريل كان بداية ظهور “جبهة الدفاع عن متظاهري مصر” مجموعة من المحاميين لا زالوا يعملوا إلى الآن من أجل الدفاع عن حق المصريين في التظاهر.
اقرأ : جبهة دفاع عن متظاهري 6 ابريل 2008 – قائمة بالخطوط الساخنة
في نفس السنة بدأت العمل كمطور مواقع، كنت قد اكتسبت خبرة في تطوير المواقع المعتمدة على ووربرس. هذه الفترة هي السبب الذي جعلني ألتحق بعدها بسنة بالعمل مع منظمات المجتمع المدني في مصر. تقريبا بعد كدا الحياة كلها اتغيرت تماما بالنسبالي.
في أكتوبر 2008 نشر علاء على مدونته تدوينة بعنوان “موسم الهجرة إلى الجنوب” علاء ومنال قررا السفر للعمل في جنوب أفريقيا، كتب بها:
أحنا مسافرين من غير المشاعر المعتادة من شباب رايح يشتغل بره بتاعت أن البلد بقيت خنقة، و ملناش مستقبل و العيشة مرة و الكلام ده، بالعكس عيشتنا في مصر ظريفة و مرفهة جدا، و الشغل كويس. و من بعد ما اتفقت على الشغل هناك و الشكوك عمالة تأكل في، مش يمكن تطلع زي ايطاليا و الانطباع اللي خدناه من الزيارة ملوش علاقة بواقع العيشة؟ مش يمكن يكون الانبهار ده مرتبط بأننا أول مرة شفنا البلد كنا في لحظة انتقالية بنتشكل فيها من أول و جديد ككبار مش عيال و ده مضخم احساسنا بالمكان، يا ترى هنعرف نعيش بعيد عن أهلنا؟