مايكروسوف وأبل، الشركتان الأشهر في إنتاج أنظمة التشغيل الحاسوبية، شركات عملاقة تسيطر على أغلبية سوق الحواسيب الشخصية، ربح بمليارات الدولارات وأنظمة وحكومات وشركات ومؤسسات ضخمة تتعامل مع هذه الشركات لتذويدها بانظمة التشغيل والبرمجيات المكتبية وغيرها.
في عام 1976 أرسل بيل جيتس رسالة عامة لهواة البرمجة حول العالم، عرفت هذه الرسالة بـ”رسالة مفتوحة إلى الهواة”، هذه الرسالة لم تحتوي على أى شيئ سوى استياء بيل جيتس ورفيقة من مشاركة البرمجيات التي تنتجها شركتهما..هذه الرسالة بداية حقيقية لظهور احتكار البرمجيات والعلم والتطور الذي نعيشة الآن، ولاحقا أثر قبح الأفكار التي جائت بها على التطور وتوسيع الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة ودول العالم الثالث.
الإنتقال إلى العالم الحر
ماذا يجعلني أنتقل لبرمجيات حرة وأنا أحصل على البرمجيات الإحتكارية دون مقابل؟
هل لاحظت صعوبة مؤخرا في نسخ برمجيات شركة”أدوبي”؟ وربما ويندوز؟ في الحقيقة هي حيلة تستخدمها الشركات العملاقة للسيطرة على السوق العالمي لاستغلاله لاحقا، ميكروسوفت وغيرها تترك ثغرات تمكن المخترقين من قرصنة منتجاتها لتشبع سوق الدول النامية والدول التي لا يوجد بها قوانين تحمي الملكية الفكرية، ليوم المستخدمين/المؤسسات بالاعتماد و الإعتياد الكامل على برمجياتها، مما يضطرهم لاحقا للدفع مقابل استخدام هذه البرمجيات، لذا فلا تتعجل، عاجلا أم آجلا ستضطر أن تدفع مقابل الحصول على هذه البرمجيات.
لماذا أنتقل إلى البرمجيات الحرة؟
في الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تستخدم هذه النوعيات من البرمجيات، ربما اهمها أنك لن تضطر أن تستخدم برمجيات منسوخة، وبها علل بالجملة، وإذا كنت تعمل بمؤسسة أو تمتلك واحدة، فلن تضطر أن تقوم بدفع آلاف الدولارات للحصول على نظام تشغيل أو حزمة برمجيات مكتبية، مع البرمجيات الحرة ستدفع القليل جدا من المال لقاء استخدامك وربما لن تدفع شيئا على الإطلاق اذا كانت متطلباتك متوسطة.
لكن على الجانب الآخر فهناك الكثير من المميزات العملية التي تجعلني أن احبذ استخدام البرمجيات المفتوحة سواء في الاستخدام الشخصي أو في المؤسسات، فبالاضافة للسبب سابق الذكر، هناك أسباب أخرى رئيسية تجعل الإنتقال للبرمجيات الحرة أمرا ضروريا:
الإستخدام الحر
في العالم البرمجيات الحرة يمكنك أن تقوم بنسخ البرمجية لعدد غير محدود واستخدامها على عدد غير محدود من الأجهزة بالاضافة إلى أنه يمكنك أن تستخدمها في أى غرض من الاغراض التي تناسبك ، بل وتطويرها ليناسب أغراضك دون وضع أى قيود لعى التطوير والاستخدام.
تخيل مثلا أنك حصلت على برمجية لبيع المنتجات على الإنترنت، لكن هذه البرمجية لا تناسب احتياجاتك، لو كانت برمجية محتكرة/غير حرة، ستضطر أن أن تدفع للمنتجيها للقيام بتطويرها بما يناسب احتياجاتك إن كانت حرة، يمكنك أن تقوم بنفسك بتطوير هذه البرمجية أو الدفع قليلا جدا مقابل التطوير، قس على ذلك في كل البرمجيات التي تستخدمها، يمكنك أن تطور أى برمجية حرة لتناسب احتياجاتك أو حتى تستخدم أى مناه في أى من الاغراض حتى وإن كانت غير مخصصة لهذا الغرض.
الثبات والامان
وداعا للفيروسات ووداعا لجملة”الويندوز وقع” أنظمة التشغيل الحرة، لها العديد من المييزات أهمها هو نظافتها من الفيروسات، أنا استخدم نظام تشغيل “أوبنتو” منذ 5 سنوات تقريبا، لم أواجه مشكلة الفيروسات إطلاقا، وأعتقد أن جميع مستخدمي البرمجيات الحرة يعرفون هذه الميزة.
بالاضافة لذلك، فالأنظمة الحرة ذات جودة عالى جدا، فمن حيث متطلبات التشغيل لا تحتاج الكثير لتشغيلها، وهذا يؤثر جدا على أداء الحاسوب والنظام، لن تضطر مثلا أن تقوم بعمل إعادة تشغيل للحاسوب ، حقيقة لا أتذكر متي كانت أخر مرة “جهازي يهنج وأعمل ريستارت” كما أن البنية البرمجية التي تقوم عليها البرمجيات الحرة توفر قدر عالى جدا من الحماية ضد الاختراق والبرمجيات الخبيثة، مما يجعلها صاحبة النصيب الأكبر في تشغيل الخواديم والمعاملات المصرفية، وغيرها.
الخلاصة أنك ستريح بالك من كل مهاترات مكافح الفيروسات والجدار الناري وقائمة البرمجيات التي تجعل من سرعة جهازك وأدائة جحيم.
التطوير والابتكار
عندما تستخدم نظام تشغيل محتكر، ميكروسوفت ويندوز على سبيل المثال، وواجهتك مشكلة في عمل النظام، في الغالب لكن تتمكن من حلها، وستضطر أن تقوم بإعادة تثبيته، في حالة البرمجيات الحرة فأنت تستطيع أن تقوم بحل أى مشكلة تواجهك دون الاضطرار لأن تقوم باعادة التثبيت، عن تجربة شخصية كنت عندما أواجه أى مشكلة في النظام أقوم بنسخ رسالة الخطأ ووضعها في جوجللتظهر لي عشرات الحلول دون أى عناء يذكر، أما اذا كنت متمكنا أكثر مني في البرمجيات الحرة والبرمجة، ربما تستطيع أن تساعد الملايين في حل المشاكل التي تواجههم في برمجياتهم.
في البرمجيات المحتكرة عندما تظهر أى مشكلة برمجية، فأنت تضطر أن تنتظر إلى أن تقوم الشركة المنتجة بإصلاح العيب، لكن إذا كنت تستخدم البرمجيات الحرة فلن تضطر لذلك فهناك الآلاف من المبرمجين حول العالم سيقوموا بايجاد حلول لهذه العيوب، حتى أنة في البرمجيات الشهيرة لن تضطر لتنتظر شهور لاصلاح هذه العيوب، فقط بضع أيام وربما ساعات وإبحث عن مشكلتك لتجد حلها.
حاول ان تسأل أحد مستخدمي البرمجيات الحرة، عن مقدار الاستفادة والخبرة التقنية التي اكتسبها بعد أن اعتمد كاملا على البرمجيات الحرة.
الإنتقال للبرمجيات الحرة
هناك العديد من الكتب المتاحة مجانا تتناول الإنتقال للبرمجيات الحرة، في أسفل التدوينة سأقوم بوضعها أهمها، وأعرف جيدا أن هذه الخطوة صعبة على كثيرون، فجميعنا قضي حياته في استخدام البرمجيات المحتكرة ، وبالطبع أغلب الذين يتعامل معهم أيضا لا يستخدمون البرمجيات الحرة، دعني أطمئنك أولا أنك ستجد بدائل لكل البرمجيات التي تستخدمها، كما أنك لن تقابل مشاكل في مشاركة الملفات مع مستخدمي البرمجيات الغير الحرة.
برمجيات الحزم المكتبية: في البرمجات الحرة هناك عدد من البدائل لـ MSoffice برمجية Libreoffice ممتازة ويمكنها قراءة ملفات ميكروسوفت بالإضافة إلى أنها تتطور بشكل سريع جدا
برمجيات التصميم والجرافيكس: هناك العديد من البرمجيات التي يمكن الإعتماد عليها بعد إنتقالك للعالم الحر، على سبيل المثال يمكنك استخدام برنامج GIMP بديلا عن الفوتوشوب، ويمكنك استخدام برنامج بلندر بديلا عن 3DMAX وبرنامج Synfig بديلا عن الفلاش
برامج الوسائط المتعددة وتحرير الفيديو والصوت: برنامج VLC يعتبر واحد من أهم وأقوى برمجيات تشغيل الوسائط المتعددة، كما يوجد عدد من البرمجيات التي يمكن استخدامها في تحرير المقاطع المصور مثل Kdenlive وغيرها كما يمكنك استخدام برمجية Linux MultiMedia Studio لتحرير الصوت
المتصفحات وبرامج التواصل: في الغالب ستكون سمعت سابقا بمتصفح فايرفوكس هو فعلا متصفح مميز وثابت وآمن ويستحق الاستخدام، كما أنك أيضا يمكن أن تستخدم متصفح كروم من جوجل، وإن كنت لا أفضلة، أيضا يمكنك ان تستخدم برنامج pidgin للتواصل فهو يتيح لك ان تستخدم أغلب برامج الدردشة من خلاله، كما أن بعض برامج التواصل توفر نسخ مخصصة لأنظمة التشغيل الحرة، كسكايب على سبيل المثال
ما ذكرته سابقا هو فقط البرمجيات التي استخدمها كبدائل عن مثيلتها الغير حرة، لكن ثق أنك ستجد بديلا عن كل البرمجيات المحتكرة التي تستخدمها حاليا